7.5.08

اروح أعمل كارنيه حزب وطنى وأخلص؟

قامت الحكومة المصرية فى الايام الاخيرة بدور اشبه بدور " البيلياتشو السخيف" في عرض مستمر؛ لا نهائي على ما يبدو تؤديه على مصر مصر الحرة (اسميا لا فعليا) قامت بعرض سخيف .. عرض قام تأليفه واخراجه وانتاجه .. ما يسمى بفرقة الحزب الوطنى لألاعيب الحكومة البهلاونية .. اهبش واجرى؛ وفَرِق تَسُد؛ وجَوّع الناس تكون سيدهم .. ولكنها لم تسمع من قبل تلك الحكومة الصماء عن أمثال "اطعم الفم تستحى العين" بل انها كلما وجدت لقمة فى الفم انتزعتها انتزاعا ثم تلقى فى النيل بأجولة من الحبوب المنومة ليظل الجمهور المسكين نائما فى العسل .. وهو ليس عسلا بالطبع هو فى الغالب " طفح مجارى" ليس أكثر
ذلك العرض الرائ عالذي لا يُضحك أحدا سوى الحكومة؛ ينافس فى مأساويته وحبكاته وتعقيداته اللانهائية روايات ديكنز التي طالما سببت لى بؤسا واكتئابا فى مرحلة مراهقتى .. لم أدرك أنني حين أخرج للعالم الاكبر سأواجه مصيرا أبشع من ديكنز وأبطاله .. نعم أقولها الآن ليتنى كنت بطلا من أبطال تلك الروايات ولم أعش يوما مهانة على أرضي .. أنا وأهلها جميعا .. وينهل من خيرها شرذمة من الاغبياء .. كان من الممكن تفادي المأساة وننعم فى رغد العيش جميعا نحن وهم .. لو كانوا يعقلون .. ولكن من أين يأتى العقل لقوم أضل من الأنعام مصرون على ارتداء قناع الغباء واحد ويكنون الولاء لقائد القطيع الضال السائر بهم نحو الهاوية ولا مفر.
فليقل لى أحد .. أنا التى ولدت فى هذا الذل وأمضيت عمرى كاملا في هذا العرض السخيف .. أمضيته طفولة ومراهقة .. وها قد شارف شبابي على الانتهاء ومازال العرض مستمرا .. والدخول إجبارى؛ والدفع أيضا اجبارى.. إما الحضور وإما الموت
والجمهور لا يعترض .. يشاهد ويشارك .. مكتوف الأيدي مكمم الأفواه
الجميع مكبل بقيود العوز والحاجة .. الجميع متكالب على فتات الطعام التى تلقي إليه
حاوت الصراخ ولكن ها القيود مرة اخرى
من يجروء على الاعتراض .. من يعترض يلقى مصيره بين أنياب كائنات مفترسة تعشق اللحم البشري وتلتهمه بنهم شديد
بكينت أنهارا عندا صدر القرار بتعدي الدستور المادة 76 من الدستور المصري وأعلنتها فى الفضاء الالكترونى .. وفاة مصر؛ بل وتقبلت فيها العزاء؛ وبكيت في مسرحية انتخاب الرئيس الهزلية التى ساهمت بجانب كل ما يحدث لنا هذه الأيام فى اصابتى بأمراض العصر المعروفة الضغط والقاولون العصبي ولكنى لم أتأكد من أصابتى كمعظم المصريين بفيرس سي أو بمرض السكري ولكن أظنهما فى الطريق
وظننت بعد أن توالت الأحداث واعترض جانب من الحضور على ما يحدث وكنت منهم .. ولكن كممت الأفواه ومات من مات ولم أعد أكترث لمحاكمات محسومة مسبقا مثل الحكم على ابراهيم عيسي او تبرئة هاني سرور
حتى أتانا الملك العظيم السلطان .. بعلاوة 30% قُبيل عيد ميلاده
وكل سنة والشعب طافح الكوتة (إذا وجدت) واليوم التالى وبعد الفشل النسبي للاضراب رفعت الحكومة الأسعار مستهزئة بالمعارضين من كافة الفئات وليخبط الشعب راسه فى اتخن حيطة وانا منهم أيضا
حقا فقدت قدرتى على التفاؤل .. فليجبنى أحد
هل من أمل فى إصلاح هذه البلد المايلة .. أم لا مفر من الاستسلام وأرتدى قناعا بلاستيكيا على وجهى وعقلى كما فعل الكثير وأروح أعمل كارنيه حزب وطنى وأخلص ؟؟؟

No comments: